بحـث
سحابة الكلمات الدلالية
المواضيع الأخيرة
مارس 2024
الإثنين | الثلاثاء | الأربعاء | الخميس | الجمعة | السبت | الأحد |
---|---|---|---|---|---|---|
1 | 2 | 3 | ||||
4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10 |
11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16 | 17 |
18 | 19 | 20 | 21 | 22 | 23 | 24 |
25 | 26 | 27 | 28 | 29 | 30 | 31 |
أفضل الكلمات الدليلية الموسومة
ذاكره الجسد
صفحة 1 من اصل 1
10072018
ذاكره الجسد
للكاتبه احلام مستغانمي
الفصل الثاني
الجزء الاول
كان يوم لقائنا يوماً للدهشة..
لم يكن القدر فيه هو الطرف الثاني، كان منذ البدء الطرف الأول. أليس هو الذي أتى بنا من مدن أخرى، من زمن آخر وذاكرة أخرى، ليجمعنا في قاعة بباريس، في حفل افتتاح معرض للرسم؟
يومها كنت أنا الرسام، وكنت أنت زائرة فضولية على أكثر من صعيد.
لم تكوني فتاة تعشق الرسم على وجه التحديد. ولا كنت أنا رجلاً يشعر بضعف تجاه الفتيات اللائي يصغرنه عمراً. فما الذي قاد خطاك هناك ذلك اليوم؟.. وما الذي أوقف نظري طويلاً أمام وجهك؟
كنت رجلاً تستوقفه الوجوه، لأن وجوهنا وحدها تشبهنا، وحدها تفضحنا، ولذا كنت قادراً على أن أحبّ أو أكره بسبب وجه.
وبرغم ذلك، لست من الحماقة لأقول إنني أحبتك من النظرة الأولى. يمكنني أن أقول إنني أحبتك، ما قبل النظرة الأولى.
كان فيك شيء ما أعرفه، شيء ما يشدني إلى ملامحك المحببة إليّ مسبقاً، وكأنني أحببت يوماً امرأة تشبهك. أو كأنني كنت مستعداًَ منذ الأزل لأحبّ امرأة تشبهك تماماً.
كان وجهك يطاردني بين كلّ الوجوه، وثوبك الأبيض المتنقّل من لوحة إلى أخرى، يصبح لون دهشتي وفضولي..
واللون الذي يؤثّث وحده تلك القاعة الملأى.. بأكثر من زائر وأكثر من لون.
- هل يولد الحبّ أيضاً من لونٍ لم نكن نحبّه بالضرورة!_
وفجأة اقترب اللون الأبيض منّي، وراح يتحدث بالفرنسية مع فتاة أخرى لم ألاحظها من قبل..
ربَّما لأن الأبيض عندما يلبس شعراً طويلاً حالكاً، يكون قد غطَّى على كل الألوان..
قال الأبيض وهو يتأمل لوحة:
- Je prefere l'abstrait..!
وأجاب اللون الذي لا لون له:
- moi je prefere comprendre ce que je vois.
ولم تدهشني حماقة اللون الذي لا لون له، عندما يفضّل أن يفهم كلّ ما يرى..
أدهشني اللون الأبيض فقط.. فليس من طبعه أن يفضّل الغموض!
قبل ذلك اليوم، لم يحدث أن انحزت للون الأبيض.
لم يكن يوماً لوني المفضل.. فأنا أكره الألوان الحاسمة.
ولكنني آنذاك انحزت إليك دون تفكير.
ووجدتني أقول لتلك الفتاة، وكأنني أواصل جملة بدأتها أنتِ:
- الفن هو كل ما يهزنا.. وليس بالضرورة كلّ ما نفهمه!
نظرتما إليّ معاً بشيء من الدهشة، وقبل أن تقولي شيئاً، كانت عيناك تكتشفان في نظرة خاطفة، ذراع جاكيتي الفارغة والمختبئ كمّه بحياء في جيب سترتي.
كانت تلك بطاقة تعريفي وأوراقي الثبوتية.
مددت نحوي يدك مصافحة وقلت بحرارة فاجأتني:
- كنت أريد أن أهنّئك على هذا المعرض..
الفصل الثاني
الجزء الاول
كان يوم لقائنا يوماً للدهشة..
لم يكن القدر فيه هو الطرف الثاني، كان منذ البدء الطرف الأول. أليس هو الذي أتى بنا من مدن أخرى، من زمن آخر وذاكرة أخرى، ليجمعنا في قاعة بباريس، في حفل افتتاح معرض للرسم؟
يومها كنت أنا الرسام، وكنت أنت زائرة فضولية على أكثر من صعيد.
لم تكوني فتاة تعشق الرسم على وجه التحديد. ولا كنت أنا رجلاً يشعر بضعف تجاه الفتيات اللائي يصغرنه عمراً. فما الذي قاد خطاك هناك ذلك اليوم؟.. وما الذي أوقف نظري طويلاً أمام وجهك؟
كنت رجلاً تستوقفه الوجوه، لأن وجوهنا وحدها تشبهنا، وحدها تفضحنا، ولذا كنت قادراً على أن أحبّ أو أكره بسبب وجه.
وبرغم ذلك، لست من الحماقة لأقول إنني أحبتك من النظرة الأولى. يمكنني أن أقول إنني أحبتك، ما قبل النظرة الأولى.
كان فيك شيء ما أعرفه، شيء ما يشدني إلى ملامحك المحببة إليّ مسبقاً، وكأنني أحببت يوماً امرأة تشبهك. أو كأنني كنت مستعداًَ منذ الأزل لأحبّ امرأة تشبهك تماماً.
كان وجهك يطاردني بين كلّ الوجوه، وثوبك الأبيض المتنقّل من لوحة إلى أخرى، يصبح لون دهشتي وفضولي..
واللون الذي يؤثّث وحده تلك القاعة الملأى.. بأكثر من زائر وأكثر من لون.
- هل يولد الحبّ أيضاً من لونٍ لم نكن نحبّه بالضرورة!_
وفجأة اقترب اللون الأبيض منّي، وراح يتحدث بالفرنسية مع فتاة أخرى لم ألاحظها من قبل..
ربَّما لأن الأبيض عندما يلبس شعراً طويلاً حالكاً، يكون قد غطَّى على كل الألوان..
قال الأبيض وهو يتأمل لوحة:
- Je prefere l'abstrait..!
وأجاب اللون الذي لا لون له:
- moi je prefere comprendre ce que je vois.
ولم تدهشني حماقة اللون الذي لا لون له، عندما يفضّل أن يفهم كلّ ما يرى..
أدهشني اللون الأبيض فقط.. فليس من طبعه أن يفضّل الغموض!
قبل ذلك اليوم، لم يحدث أن انحزت للون الأبيض.
لم يكن يوماً لوني المفضل.. فأنا أكره الألوان الحاسمة.
ولكنني آنذاك انحزت إليك دون تفكير.
ووجدتني أقول لتلك الفتاة، وكأنني أواصل جملة بدأتها أنتِ:
- الفن هو كل ما يهزنا.. وليس بالضرورة كلّ ما نفهمه!
نظرتما إليّ معاً بشيء من الدهشة، وقبل أن تقولي شيئاً، كانت عيناك تكتشفان في نظرة خاطفة، ذراع جاكيتي الفارغة والمختبئ كمّه بحياء في جيب سترتي.
كانت تلك بطاقة تعريفي وأوراقي الثبوتية.
مددت نحوي يدك مصافحة وقلت بحرارة فاجأتني:
- كنت أريد أن أهنّئك على هذا المعرض..
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الجمعة سبتمبر 28, 2018 7:00 pm من طرف Admin
» ذاكره الجسد
الثلاثاء يوليو 10, 2018 2:49 pm من طرف Admin
» ذاكره الجسد
الثلاثاء يوليو 10, 2018 2:40 pm من طرف Admin
» ذاكره الجسد
الثلاثاء يوليو 10, 2018 2:37 pm من طرف Admin
» ذاكره الجسد
الثلاثاء يوليو 10, 2018 2:29 pm من طرف Admin
» ذاكره الجسد
الثلاثاء يوليو 10, 2018 2:26 pm من طرف Admin
» ذاكره الجسد
الثلاثاء يوليو 10, 2018 2:24 pm من طرف Admin
» ذاكره الجسد
الثلاثاء يوليو 10, 2018 2:22 pm من طرف Admin
» ذاكره الجسد
الثلاثاء يوليو 10, 2018 2:19 pm من طرف Admin