منوعات
محمد عبدالله مادبو جامعه الزعيم الازهزي

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منوعات
محمد عبدالله مادبو جامعه الزعيم الازهزي
منوعات
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
بحـث
 
 

نتائج البحث
 


Rechercher بحث متقدم

سحابة الكلمات الدلالية

المواضيع الأخيرة
» اجمل روايات الحب
ذاكره الجسد  Emptyالجمعة سبتمبر 28, 2018 7:00 pm من طرف Admin

» ذاكره الجسد
ذاكره الجسد  Emptyالثلاثاء يوليو 10, 2018 2:49 pm من طرف Admin

» ذاكره الجسد
ذاكره الجسد  Emptyالثلاثاء يوليو 10, 2018 2:40 pm من طرف Admin

» ذاكره الجسد
ذاكره الجسد  Emptyالثلاثاء يوليو 10, 2018 2:37 pm من طرف Admin

» ذاكره الجسد
ذاكره الجسد  Emptyالثلاثاء يوليو 10, 2018 2:29 pm من طرف Admin

» ذاكره الجسد
ذاكره الجسد  Emptyالثلاثاء يوليو 10, 2018 2:26 pm من طرف Admin

» ذاكره الجسد
ذاكره الجسد  Emptyالثلاثاء يوليو 10, 2018 2:24 pm من طرف Admin

» ذاكره الجسد
ذاكره الجسد  Emptyالثلاثاء يوليو 10, 2018 2:22 pm من طرف Admin

» ذاكره الجسد
ذاكره الجسد  Emptyالثلاثاء يوليو 10, 2018 2:19 pm من طرف Admin

أبريل 2024
الإثنينالثلاثاءالأربعاءالخميسالجمعةالسبتالأحد
1234567
891011121314
15161718192021
22232425262728
2930     

اليومية اليومية

التبادل الاعلاني

انشاء منتدى مجاني



أفضل الكلمات الدليلية الموسومة


ذاكره الجسد

اذهب الى الأسفل

10072018

مُساهمة 

ذاكره الجسد  Empty ذاكره الجسد




للكاتبه/احلام مستغانمي

الفصل الثالث


الجزء الاول






التقينا إذن..

قالت:

- مرحباً.. آسفة، أتيت متأخرة عن موعدنا يوم..

قلت:

- لا تأسفي.. قد جئت متأخرة عن العمر بعمر.

قالت:

- كم يلزمني إذن لتغفر لي؟

قلت:

- ما يعادل ذلك العمر من عمر!

وجلس الياسمين مقابلاً لي.

يا ياسمينة تفتحت على عجل.. عطراً أقلّ حبيبتي.. عطراً أقل!

لم أكن أعرف أنّ للذاكرة عطراً أيضاً.. هو عطر الوطن.

مرتبكاً جلس الوطن وقال بخجل:

- عندك كأس ماء.. يعيشك؟

وتفجرت قسنطينة ينابيع داخلي.

ارتوي من ذاكرتي سيدتي.. فكلّ هذا الحنين لكِ.. ودعي لي مكانا هنا مقابلاً لكِ..
أحتسيك كما تُحتسى، على مهل، قهوة قسنطينية.

أمام فنجان قهوة.. وزجاجة كوكا جلسنا. لم يكن لنا الظمأ نفسه.. ولكن كانت لنا الرغبة نفسها في الحديث.

قلت معتذرة:

- أنا لم أحضر البارحة، لأنني سمعت عمّي يتحدث لشخص على الهاتف ويتفق معه على زيارتك، ففضّلت أن أؤجّل زيارتي لك إلى اليوم حتى لا ألتقي بهما..

أجبتك وأنا أتأملك بسعادة من يرى نجمه الهارب أخيراً أمامه:

- خفت ألا تأتي أبداً..

ثم أضفت:

- أمّا الآن فيسعدني أنني انتظرتك يوماً آخر، إنّ الأشياء التي نريدها تأتي متأخرة دائماً!

تراني قلت وقتها أكثر مما يجب قوله؟

ساد شي من الصمت بيننا وارتباك الاعتراف الأول.. عندما قلت وكأنك تريدين كسر الصمت، أو إثارة فضولي:

- أتدري أنني أعرف الكثير عنك؟

قلت سعيداً ومتعجباً:

- وماذا تعرفين مثلاً؟

أجبت بطريقة أستاذ يريد أن يحير تلميذه:

- أشياء كثيرة قد تكون نسيتها أنت..

قلت لك بمسحة حزن:

- لا أعتقد أن أكون نسيت شيئاً. مشكلتي في الواقع أنني لا أنسى!

أجبتني بصوت بريء، وباعتراف لم أعِ ساعتها كلّ عواقبه القادمة عليّ:

- أمّا أنا فمشكلتي أنني أنسى.. أنسى كل شيء.. تصوّر.. البارحة مثلاً نسيت بطاقة الميترو في حقيبة يدي الأخرى. ومنذ أسبوع نسيت مفتاح البيت داخل البيت، وانتظرت ساعتين قبل أن يحضر أحد ليفتح لي الباب.. إنها كارثة.

قلت ساخرا:

- شكراً إذن لأنك تذكرت موعدنا هذا!

أجبت باللهجة الساخرة نفسها:

- لم يكون موعداً.. كان احتمال موعد فقط.. لا بدّ أن تعلم أنني أكره اليقين في كلّ شيء.. أكره أن أجزم بشيء أو ألتزم به.. الأشياء الأجمل، تولد احتمالاً.. وربّما تبقى كذلك.

سألتك:

- لماذا جئتِ إذن.؟

تأمّلتني.. وراحت عيناك تتسكعان في ملامح وجهي، وكأنهما تبحثان عن جواب لسؤال مفاجئ.. ثمّ قلت في نظرة مثقلة بالوعود والإغراء..

- لأنك قد تكون يقيني المحتمل!

ضحكت لهذه الجملة التي تحمل تناقضاً أنثوياً صارخاً_ لم أكن أعرف بعد أنه سِمَتك_ وقلت وقد ملأتني عيناك غروراً وزهواً رجالياً:

- أمّا أنا فأكره الاحتمالات.. ولذا أجزم أنني سأكون يقينك.

قلت بإصرار أنثى على قول الكلمة الأخيرة:

- إنه افتراض.. محتمل كذلك!

وضحكنا كثيراً.

كنت سعيداً وكأنني أضحك لأول مرة منذ سنوات. كنت أتوقع لنا بدايات أخرى، وكنت قد أعددت جملاً ومواقف كثيرة لمبادرتك في هذا اللقاء الأول. ولكن اعترف أنني لم أكن أتوقع لنا بداية كهذه.
فقد تلاشى كلّ ما أعددته ساعة قدومك.. وتبعثرت لغتي أمام لغتك التي لم أكن أدري من أين تأتين بها.

كان في حضورك شيء من المرح والشاعرية معاً. كان هناك تلقائية وبساطة تكاد تجاور الطفولة، دون أن تلغي ذلك الحضور الأنثوي الدائم.. وكنت تملكين تلك القدرة الخارقة على مساواة عمري بعمرك، في جلسة واحدة. وكأن فتوّتك وحيويّتك قد انتقلتا إليّ عن طريق العدوى. كنت ما أزال تحت وقع تصريحاتك تلك، عندما فاجأني كلامك:

- في الواقع.. كنت أريد أن أرى لوحاتك بتأنٍّ أكثر، لم أكن أريد أن أتقاسمها في ذلك اليوم مع ذلك الحشد من الناس.. عندما أحبّ شيئاً.. أفضل أن أنفرد به!

كانت هذه أجمل شهادة إعجاب يمكن أن تقولها زائرة لرسّام.. وأجمل ما يمكن أن تقوليه لي أنت ذلك اليوم. وقبل أن أذهب بعيداً في فرحتي أو أشكرك أضفت:

- ما عدا هذا.. كنت أود أن أتعرَّف عليك منذ زمن بعيد. لقد كانت جدتي تحدثني أحياناً عنك عندما تذكر أبي. يبدو أنها كانت تحبك كثيراً..

سألتك بلهفة:

- وكيف هي (أمّا الزهرة)؟ إنني لم أرها منذ زمان.

قلت بمسحة حزن:

- لقد توفيت من أربع سنوات، وبعد وفاتها انتقلت أمي لتعيش مع أخي ناصر في العاصمة. وجئت أنا إلى باريس لمتابعة دراستي. لقد غيّر موتها حياتنا بعض الشيء.. فهي التي ربَّتنا في الواقع..

حاولت أن أنسى ذلك الخبر. كان موتها شوكة أخرى انغرست في قلبي يومها. فقد كان فيها شيء من (أمّا)، من عطرها السري، من طريقتها في تعصيب رأسها على جنب بالمحارم الحريرية، وإخفاء علبة "النفّة" الفضّيّة في صدرها الممتلئ. وكانت لها تلك الحرارة التلقائية التي تفيض بها الأمهات عندنا، تلك الكلمات التي تعطيك في جملة واحدة ما يكفيك من الحنان لعمر بأكمله.

ولكن الوقت لم يكن للحزن. كنتِ معي أخيراً، وكان على الزمن أن يكون للفرح فقط.
قلت لك:

- رحمها الله.. لقد كنت أنا أيضاً أحبّها كثيراً..

تراك أردت عندئذ، أن تضعي نهاية لموجة الحزن التي فاجأتني. خشية أن تجرفنا معاً نحو ذاكرة لم نكن مهيأين بعد لتصفحها.
أم فقط كنت تريدين أن تطبّقي برنامج زيارتك عندما نهضت فجأة وقلت:

- أيمكنني أن ألقي نظرة على لوحاتك؟

وقفت لمرافقتك.

رحت أشرح لك بعضها والمناسبات التي رسمتها فيها عندما قلت وأنت تنقلين فجأة عينيك من اللوحات إليّ:

- أتدري أنني أحب طريقتك في الرسم؟. أنا لا أقول لك هذا مجاملة، ولكن أعتقد أنني لو كنت أرسم لرسمت هكذا مثلك.. أشعر أننا نحن الاثنين نرى الأشياء بإحساس واحد.. وقلّ ما أحسست بهذا تجاه إنتاج جزائري.

ما الذي أربكني الأكثر لحظتها؟. أترى عيناك اللتان أصبح لهما فجأة لون آخر تحت الضوء، واللتان كانتا تتأملان فجأة ملامحي وكأنهما تتأملان لوحة أخرى لي.. أم ما قلته قبل ذلك والذي شعرت أنه تصريح عاطفي وليس انطباعاً فنياً؛ أو هكذا تمنَّيت أو خيّل لي. توقف سمعي عند كلمة "نحن الاثنين". إنها بالفرنسية تأخذ بعداً موسيقياً عاطفياً فريداً.. حتى إنها عنوان لمجلة عاطفية تصدر لمن تبقى من رومنطيقيين في فرنسا ( Nous deux) .

أخفيت ارتباكي بسؤال ساذج:

- وهل ترسمين؟

قلت:

- لا أنا أكتب.

- وماذا تكتبين؟

- أكتب قصصاً وروايات؟!

- قصصاً وروايات...!

ردّدتها وكأنني لا أصدق ما أسمع.. فقلت وكأنكِ شعرت بإهانة من مسحة العجب أو الشك في صوتي:

- لقد صدرت لي أول رواية منذ سنتين..

سألتك وأنا أنتقل من دهشة إلى أخرى:

- وبأي لغة تكتبين؟

قلت:

- بالعربية..

- بالعربية؟!

استفزتك دهشتي، وربما أسأت فهمها حين قلت:

- كان يمكن أن أكتب بالفرنسية، ولكن العربية هي لغة قلبي.. ولا يمكن أن أكتب إلا بها.. نحن نكتب باللغة التي نحسّ بها الأشياء.

- ولكنك لا تتحدثين بغير الفرنسية..

- إنها العادة..

قلتها ثم واصلت تأمل اللوحات قبل أن تضيفي:

- المهم.. اللغة التي نتحدث بها لأنفسنا وليست تلك التي نتحدث بها للآخرين!

رحت أتأملك مدهوشاً، وأنا أحاول أن أضع شيئاً من الترتيب في أفكاري..

أيمكن أن تجتمع كلّ هذه المصادفات، في مصادفة واحدة؟ وكلّ هذه الأشياء التي كانت قناعاتي الثابتة.. وأحلامي الوطنية الأولى، في امرأة واحدة.. وأن تكون هذه المرأة هي أنت.. ابنة سي الطاهر لا غير؟ لو تصوَّرت لقاء مدهشاً في حياتي، لما تصورت أكثر إدهاشاً من هذا. إنها أكثر من مصادفة، إنه قدر عجيب، أن تتقاطع طرقنا على هذا النحو، بعد ربع قرن.

أعادني صوتك إلى الواقع وأنت تتوقفين عند إحدى اللوحات:

- أنت قلّ ما ترسم وجوهاً، أليس كذلك؟

وقبل أن أجيبك قلت:

- اسمعي.. لن نتحدث إلى بعض إلا بالعربية.. سأغير عاداتك بعد اليوم..

سألتني بالعربية:

- هل ستقدر؟

أجبتك:

- سأقدر... لأنني سأغير أيضاً عاداتي معك..

أجبتني عندئذ بفرح سري لامرأة اكتشفت فبما بعد أنها تحب الأوامر:

- سأطيعك.. فأنا أحب هذه اللغة.. وأحب إصرارك. ذكِّرني فقط لو حدث ونسيت.

قلت:

- لن أذكرك.. لأنك لن تنسي ذلك!

وكنت أرتكب لحظتها أجمل الحماقات. وأنا أجعل تلك اللغة التي كان لي معها أكثر من صلة عشقية، طرفاً آخر في قصّتنا المعقّدة..
عدت لأسألك بالعربية:

- عمّ كنت تتحدثين منذ قليل؟

قلت:

- كنت أعجب ألا يوجد في معرضك سوى هذه اللوحة التي تمثِّل وجهاً نسائياً.. ألا ترسم وجوهاً؟

قلت:

- كنت في فترة أرسم وجوهاً ثم انتقلت إلى موضوعات أخرى. في الرسم، كلما تقدم عمر الفنان وتجربته، ضاقت به المساحات الصغيرة وبحث عن طرق أخرى للتعبير.

في الحقيقة أنا لا أرسم الوجوه التي أحبها حقاً.. أرسم فقط شيئاً يوحي بها.. طلّتها.. تماوج شعرها.. طرفاً من ثوب امرأة.. أو قطعة من حليّها. تلك التفاصيل التي تعلق في الذاكرة بعدما نفارقها. تلك التي تؤدي إليها دون أن تفضحها تماماً.. فالرسام ليس مصوراً فوتوغرافياً يطارد الواقع.. إنّ آلة تصويره توجد داخله، مخفية في مكان يجهله هو نفسه، ولهذا هو لا يرسم بعينيه، وإنما بذاكرته وخياله.. وبأشياء أخرى.

قلت وعيناك تنظران لامرأة يطغى شقار شعرها على اللوحة ولا يترك مجالاً للون آخر سوى حمرة شفتيها غير البريئتين:

- وهذه المرأة إذن.. لماذا رسمت لها لوحة واقعية إلى هذا الحدّ؟

ضحكت وقلت:

- هذه امرأة لا ترسم إلا بواقعية..

-ولماذا أسميت لوحتها "اعتذار"؟

- لأنني رسمتها اعتذاراً لصاحبتها..

قلت فجأة بلهجة فرنسية وكأن غضبك أو غيرتك السرّيّة قد ألغت اتفاقنا السابق:

- أتمنى أن يكون قد أقنعها هذا الاعتذار.. فاللوحة جميلة حقاً.

ثم أضفت بشيء من الفضول النسائي:

- ولكن هذا يعود إلى نوع الذنب الذي اقترفته في حقها!

لم أكن أشعر بأيّة رغبة في أن أقصّ عليك قصة تلك اللوحة، في لقائنا الأول. كنت أخاف أن يكون لتلك القصة تأثير سلبي على علاقتنا، أو على نظرتك لي. فحاولت أن أتهرب من تعليقك الذي يستدرجني بحيلة إلى مزيد من التوضيح، وأتجاهل عنادك في الوقوف طويلاً أمام تلك اللوحة بالذات.

ولكن.. هل يمكن أن تقاوم فضول أنثى تصرّ على معرفة شيء؟

أجبتك:

- لهذه اللوحة قصة طريفة شيئاً ما، تكشف عن جانب من عقدي ورواسبي القديمة، وهي هنا ربّما لهذا السبب.

ورحت أقصّ لأول مرة قصة تلك اللوحة التي رسمتها ذات يوم، بعدما حضرت مرة، كما أفعل بين الحين والآخر، إحدى جلسات الرسم في مدرسة الفنون الجميلة، حيث يدعوني هناك بعض أصدقائي الأساتذة، كما يفعلون عادة مع بعض الرسَّامين، لألتقي بالطلبة والرسامين الهواة.
Admin
Admin
Admin
Admin

المساهمات : 49
تاريخ التسجيل : 31/07/2013
العمر : 36
الموقع : السودان

https://storylove.3oloum.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

مُشاطرة هذه المقالة على: reddit

ذاكره الجسد :: تعاليق

لا يوجد حالياً أي تعليق

الرجوع الى أعلى الصفحة


 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى